مركز الثقل

هي أرض شاسعة تكسوها الأشجار شامخة الطول وتختلط تربتها بالحجارة القاسية و النباتات المختلفة حسب الفصول والعوامل الطبيعية،ونظرا لاختلاف الأخيرة وقسوتها بالسنوات الأخيرة ليقترن جفاف "المشاعر" بصلابة ما مر بهذه الأرض منذ نشأتها إمتزج اللين بالشدة أو التهمت القوة الطيبة رغم أن العزة لا تلغي الحنان إلا أنها حولته لخشونة.... يتوسط هذه الأرض جبل كان منذ الأزل نقطة الثبات أو هو مركز الثقل للهيبة والشموخ ... حاول بعضهم الوصول الى هذا الجبل ولكن الأرض صامتة لا تسمح لهم إلا بالتجول والخروج وكأن الفسحة هدية ... دخل هذه الأرض كائن يقال أنه عشق حتى التراب المحيط بمركز الثقل،عشق الصمود والقوة وجموح الأرض فتح له الجبل بوابة المركز والأرض ملزمة بتقديم كل شيء فنظرا القوانين طبيعتها من وصل للجبل ستقدم له الأرض كل ما تملك رغم معاركها، كل شيء من حب وقوة وعطف وقسوة فلا مكان للمنتصف هنا ... ومع مرور السنوات تحولت هذه الأرض الى أكداس حجارة رغم محاولاته المستمرة ليحصد الورود و رغم الصحبة الطيبة إلا أن هذه الأرض تثمر على قدر العطاء وأضطر هذاالكائن أن يستثمر في خشونة وصلابة الحجارة وقسوة المكونات وغير نمط تجارته ...بعد أيام ظهر كائن قال أنه عاش سبع عجاف في انتظار أن تفتح الأرض بوابتها فبدأت الأزهار تنبت بين الحجارة وعمل جاهدا أن يلتهم الحنان الخشونة ويخرج الطيبة من صلب القسوة فتحولت الأرض القاحلة الى خصبة وانخفض هيجان البركان تحت تأثير الهمسات الخافتة ليأتي عام الغيث ويبتسم الجبل ولوفرة العطاء انفجرت العيون بمياه المودة والابتسامة.... وهنا يكمن الفرق بين من أراد أن يخرج أسوء ما في الارض سيتحول الزرع الى حجارة ومن اصر بلطفه أن ينبت الأزهار بين الحجارة فسيحصد العطر والثمار ومحاصيل الحنان والحب ...

#عمر_دربال 



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال